كتب: مصطفى سيد
إذا فكرت في السفر إلى أدغال إفريقيا وسألت متابعين كرة القدم في مختلف البلاد عن أي منتخب كنت تستمتع به في السنوات السابقة ستجد أن الإجابة المشتركة هو منتخب “مصر” بل ستجد أن الكثير يتحدث أن الفراعنة كانوا عقدة لمنتخباتهم.
ساحل العاج أو كما يطلق عليها “كوت ديفوار” ستكون وجهة الفراعنة المقبلة للبحث عن رفع كأس أمم إفريقيا الغائب عن دولاب بطولات مصر منذ عام 2010.
“جول بالعربي” ستأخذكم في رحلة من سبع محطات في بلاد مختلفة نجحت مصر في رفع الذهب على أرضهم.
منذ اللحظة الأولى
منذ أن تم التفكير في إقامة بطولة تجمع منتخبات إفريقيا وكان الجميع يعلم أن منتخب مصر سيكون له الشأن الأكبر في القارة، 1957 أول بطولة وكانت بين ثلاثة منتخبات فقط وهم مصر، السودان وإثيوبيا وكان من المفترض مشاركة جنوب إفريقيا في البطولة ولكن تم استبعادها بسبب العنصرية.
مصر واجهت السودان أولًا وفازت بهدفين لهدف، وفي النهائي واجهت إثيوبيا لتدك شباكها بأربعة أهداف وتفوز باللقب الأول في تاريخ القارة.
الثانية للفراعنة
في النسخة الثانية وبعد سنتين من فوز الفراعنة بالبطولة وبمشاركة نفس المنتخبات، تحت مسمى الجمهورية العربية المتحدة واجهت إثيوبيا وفازت بأربعة أهداف نظيفة وفي المباراة الأخيرة فازت على صقور الجديان بهدفين لهدف لترفع الكأس الثاني على التوالي وتجلس على عرش القارة منذ البداية.
العودة للذهب
بعد إخفاق وإختفاء لعدة سنوات، عاد منتخب مصر إلى منصات التتويج، في عام 1986 وبمشاركة 8 منتخبات مقسمين إلى مجموعتين، تلقت مصر خسارة أولى أمام السنغال ولكن عادت وفازت في مبارتين أمام ساحل العاج وموزمبيق، وفي نصف النهائي استطاع الفراعنة في إقصاء المغرب بهدف نظيف، وفي النهائي أمام الكاميرون نجح منتخب الساجدين في رفع الكأس بعد الفوز بركلات الترجيح 5-4.
قيادة العميد
“ياسلام يا حازم يا سلام يا حسام” كانت تلك الجملة الأشهر في البطولة التي جاءت في ذهنك الأن، 1998 وبمشاركة 16 فريق، افتتحت مصر البطولة بالفوز على موزمبيق بهدفين نظيفين ومن ثم دكت شباك زامبيا برباعية سجل العميد حسام حسن “هاتريك” وفي أخر مباراة خسرت مصر أمام المغرب بهدف نظيف، وفي ربع النهائي حسمت ركلات الترجيح تأهل مصر على حساب ساحل العاج، وفي نصف النهائي وفي وسط جمهور بوركينا فاسو أحرز حسام حسن هدفي الفوز الذي كان أحدهم بمساعدة حازم إمام الذي أهدى الكرة بالكعب للعميد ليحسم التأهل للنهائي.
أمام جنوب إفريقيا رفعت مصر الكأس الرابعة في تاريخها، ويتوج حسام حسن بلقب هداف البطولة مناصفة مع الجنوب أفريقي بيني ماكارثي برصيد 7 أهداف لكل منهما.
السد العالي
2006 كانت القاهرة تهتز بهتافات المشجعين وخاصة في مدرجات ستاد القاهرة، مصر وقعت في مجموعة تضم ساحل العاج، المغرب وليبيا، وافتتحت البطولة بالفوز على ليبيا بثلاثية نظيفة وتعادلت أمام المغرب وفازت على ساحل العاج بثلاثة أهداف لهدف.
وفي ربع النهائي واجهت الكونغو لتفوز مصر بأربعة أهداف لهدف، ويستكمل الفراعنة الرحلة بالفوز على السنغال بهدفين لهدف.
وفي النهائي وأمام مئات الآلاف في مدرجات استاد القاهرة تألق عصام الحضري حارس عرين الفراعنة أمام ساحل العاج في ركلات الترجيح وتصدى لركلتي جزاء أحدهما كان أمام الفيل الإيفواري ديديه دروجبا، ليرفع العميد حسام حسن كأس البطولة ويتوج الصقر أحمد حسن بلقب أفضل لاعب في البطولة.
سونج وزيدان
عقب إنجاز بطولة 2006 والتتويج باللقب، شكك البعض في قدرة منتخب مصر في الاحتفاظ باللقب خاصة وأن البطولة على أرض غانا.
افتتحت مصر مبارياتها بالفوز على أسود الكاميرون بأربعة أهداف لهدفين، وأمطرت شباك السودان بثلاثية نظيفة وتعادلت أمام زامبيا بهدف لكل منتخب.
وفي ربع النهائي استطاع حسني عبد ربه وعمرو زكي في إقصاء أنجولا وأمام ساحل العاج نجح الفراعنة في الفوز بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد.
وعلى ملعب أوهين في أكرا وأمام أسود الكاميرون، أرسل أحمد حسن كرة طويلة وكان أقرب إليها يونج مدافع الكاميرون ولكن محمد زيدان لم يستسلم وذهب خلف سونج وقطع الكرة وقبل أن يسقط زيدان مرر الكرة لمحمد أبو تريكة ليحرز هدف التتويج بالبطولة لتبقى كرة “سونج وزيدان” أحد ذكريات الفراعنة.
ورفعت مصر الكأس السادسة وحرمت الكاميرون من الفوز باللقب الخامس لمعادلة الفراعنة وتوج “القيصر” حسني عبد ربه بجائزة أفضل لاعب في البطولة.
التالتة تابتة
تلك البطولة لم تكن مثل أي نسخة سابقة، اجتمع حسن شحاتة “المعلم” وطالبهم ببذل المستحيل من أجل كتابة التاريخ، بل كتابة فصل كامل للفراعنة.
وكعادة الفراعنة لا يخشون أحد، وصعدوا من ظور المجموعات بالعلامة الكاملة بعد الفوز على نيجيريا بثلاثة اهداف، وبهدفين على موزمبيق ومثلهم على بنين.
لم تنجح الكاميرون في الثأر من الفراعنة بعد الفوز في النسخة السابقة إذ أن كتيبة المعلم أقصت الأسود من دور ربع النهائي لهدفين لهدف.
وفي المباراة الشهيرة أمام الجزائر دكت مصر شباك محاربي الصحراء برباعية نظيفة في المباراة التي شهدت إثارة كبيرة ليس بالأهداف فقط، ولكن بالكروت الحمراء التي خرج بها ثلاثة لاعبين من منتخب الجزائر.
واستطاع “المعلم” تحقيق الإنجاز وكتابة التاريخ بالفوز في المباراة النهائية أمام غانا بهدف محمد ناجي “جدو” ليصبح هدفه الخامس ويتوج بهداف البطولة.
رحلة الفراعنة توقفت منذ عام 2010، وفي ساحل العاج وبالتحديد في الفترة من 13 يناير وحتى 11 من فبراير يبحثون عن معانقة الذهب من جديد بعد إخفاق البطولة السابقة والاكتفاء بالفضة.