كتب: مصطفى سيد
ساعات قليلة وتنتطلق بطولة أمم إفريقيا التي تستضيفها دولة ساحل العاج في الفترة من 13 يناير وحتى 11 من الشهر المقبل.
عند مشاهدتك لمباريات المنتخبات، قد تلاحظ المذيعين وحتى عند قراءة الصحف، استخدامهم لألقاب بدلاً من أسماء المنتخبات، مثل “الأسود”، “محاربي الصحراء”، و”البافانا بافانا”. السؤال هنا هو هل تلك الألقاب تحمل قصصًا تاريخية للدول، أم هي مجرد تسميات عرفت بمرور الوقت؟
“جول بالعربي” يقودك في رحلة استكشاف لمعرفة مصدر ألقاب كل دولة.
الفراعنة لن تجد سواها في إفريقيا ويمكن أن يكون اللقب الوحيد الذي يعرفه الجميع من خارج إفريقيا، الفراعنة كانوا ملوكًا في السابق والمنتخب المصري تجسد منهم السيطرة على ألقاب إفريقيا برصيد 7 كؤوس ذهب.
الأسود هو لقب يتشاركه عدة دول، وليس محصورًا لدولة واحدة. ومع ذلك، تتباهى كل دولة بتسمية تميزها بجانب لقب الأسد.
أسود التيرانجا يتباهى منتخب السنغال بهذا اللقب، ويأتي اسم التيرانجا من كلمة تعني “الضيافة” باللغة المحلية كما أن الأسود حازوا على لقب كأس الأمم الإفريقية 2021.
أسود الكاميرون يُلقب بهذا اللقب بسبب القوة والشجاعة التي أظهروها في الماضي، خاصة في كأس العالم 1990 حين وصل إلى ربع النهائي رفقة أسطورتهم روجيه ميلا.
أسود الأطلس يُطلق هذا اللقب على منتخب المغرب، ويرتبط بجبال الأطلس الممتدة على حدود المغرب، حيث كانت توجد أسود في المنطقة في الماضي ولكنها انقرضت.
الفيل الإيفواري لقب ينطوي على قصة رائعة، يُطلق على ساحل العاج أو “كوت ديفوار” بسبب تاريخها في تجارة العاج من أنياب الأفيال.
أما الأفيال الوطنية “سيلي” لقب يفتخر به منتخب غينيا، حيث تعني كلمة “سيلي” في لغتهم المحلية الفيل.
الرعد الوطني لقب فريد يحمله منتخب غينيا الاستوائية، مستلهمًا من ظاهرة الرعد التي تميز بها البلد.
الكلاب البرية أو “دجورتوس” لقب غريب يُطلق على منتخب غينيا بيساو، مأخوذ من انتشار حيوانات الكلاب البرية في المنطقة، التي أصبحت نادرة بسبب تهديدها بالانقراض.
النجوم السوداء أو “بلاك ستارز” لقب يُلقب به منتخب غانا، حيث تتوسطه نجمة سوداء على علم غانا.
القروش الزرقاء لقب شرس يُطلق على منتخب الرأس الأخضر، ولكن ليس بسبب قوتهم الرياضية، بل بسبب تنوع البلد بأكثر من 60 نوعًا من أسماك القروش.
الأفاعي أو “مامبا” لقب يتسم به منتخب موزمبيق بسبب انتشار الأفاعي السوداء هناك، ويعد “المامبا” من بين أكثر الأفاعي سمية في إفريقيا.
العقارب لقب يُطلق على منتخب غامبيا، ورغم عدم وجود علاقة مباشرة بالعقارب إلا أنه اختير كلقب تمثيلي للبلد.
ثعالب الصحراء أو محاربو الصحراء يُطلق اللقب الأول نسبة إلى ثعلب الفنك في صحراء الجزائر، أما اللقب الثاني فيعود إلى انتشار الصحراء بكثرة هناك.
خيول بوركينا فاسو ليست مجرد رمز للبلد، بل تعود إلى قصة قديمة أو أسطورة تفيد أن المحاربة ينينجا، التي أنجبت وادروجو وهو من أسس مملكة موسي، كانت تجيد ركوب الخيل وتحارب على ظهورها.
المرابطون لقب يحمله منتخب موريتانيا، يعود تسميته إلى حركة المرابطون في الماضي، التي سيطرت على جزء كبير من إفريقيا، جعلت من موريتانيا مركزًا لها، وأصبحت كنية للمنتخب ترثها من القدماء.
الغزلان لقب يُمنح لمنتخب أنجولا، مُستلهم من الغزال السموري العملاق الذي يعيش في أراضي أنجولا.
بافانا بافانا بلغة البلد المحلية، ولكن يُطلق عليهم في لغتنا الأولاد هذا اللقب الذي زامل به منتخب جنوب إفريقيا منذ عودته للمشاركة في البطولات الدولية بعد القضاء على العنصرية هناك.
المحاربون الشُجعان لقب يُطلق على منتخب ناميبيا، وهو أكثر من مجرد لقب، إذ يُردَد باسم النشيد الوطني للبلد بعد استقلاله عن حُكم الألمان.
أما عن فهود الكونغو فيُعتبر اسمًا يرمز إلى سرعة وقوة لاعبيه، بالإضافة إلى ارتباط الاسم بالرئيس السابق موبوتو سيسي سيكو الذي كان يرتدي ملابس مصنوعة من جلود الفهود، مما جعل الاسم يترتبط بدولته.
الرصاصات النحاسية اسم يعود إلى مناجم النحاس الشهيرة في زامبيا.
نجوم تايفا – تنزانيا يُعبر هذا الاسم باللغة السواحيلية، وفي لغتنا يُعرفون باسم الوطن.
نغادر الأرض ونحلق بعيدًا مع النسور، حيث نبدأ بـ نسور قرطاج: الذي اعتمده الاتحاد التونسي كشعار له، وأُضيفت كلمة “قرطاج” تكريمًا لعاصمة تونس القديمة.
أما في مالي، يُمثل النسر الرمز الوطني للبلاد.
أما نيجيريا، فاختارت النسر ليكون شعارًا على قمصان المنتخبات الرياضية.
في ختام هذه الرحلة إلى لقب كل منتخب، نجد أن هذه الأسماء ليست مجرد كُنيات أو ألقاب، بل هي تحمل تاريخًا وإرثًا يتناغم مع روح كل دولة. إنها ليست مجرد لعبة، بل هي مصدر فخر وآمال شعوب يحمله كل لاعب.