حوار:أمنية عادل
الطب الرياضي يعد من أكثر المجالات التي تتطلب دقة واحترافية عالية، خاصة في تأمين المباريات الرياضية التي قد تشهد حالات طارئة صحية. في هذا الحوار، التقينا بأدهم إيهاب، أخصائي إصابات ملاعب وأخصائي عناية قلب في مستشفى الميري الجامعي بالإسكندرية، ليحدثنا عن دوره في تأمين المباريات الرياضية، التحديات التي يواجهها، والاستعدادات التي يتخذها لضمان سلامة اللاعبين والجمهور.
في البداية، تحدث أدهم عن دوره قائلاً: “دورنا في التأمين الطبي لا يقتصر على المباريات فقط، بل يمتد ليشمل جميع المنشآت الرياضية. في الآونة الأخيرة، تخصصي كان مرتبطًا بشكل كبير بملاعب كرة القدم، خاصة في بطولات مثل الكونفدرالية الإفريقية. الهدف الأساسي هو الحفاظ على صحة وسلامة الجميع داخل الاستاد، سواء كانوا لاعبين، مدربين، جمهورًا، أفراد أمن أو موظفين. دورنا يتطلب التدخل السريع في أي حالة طارئة، سواء في الملعب لإصابات اللاعبين، أو خارج الملعب إذا كان هناك تعرض لأي وعكة صحية.”
وأضاف: “في البداية، نحدد عدد الفريق الطبي الموجود داخل المنشأة، ثم نتأكد من أوراقهم من خلال الجهات المعنية. بعد ذلك، نبدأ في تجهيز المعدات الطبية، الأدوية، والمستلزمات الخاصة بالطوارئ. عند وصولنا إلى الاستاد، يتولى الشخص الأكبر في الفريق مسؤولية توزيع المهام على الجميع. كما يتم التأكد من جاهزية سيارات الإسعاف والأدوات الطبية للتدخل في أي لحظة.”
وأشار إلى حادثة نهائي كأس الرابطة بين المصري وسيراميكا كليوباترا قائلاً: “في المباراة، بسبب التزاحم الجماهيري الكبير، تم توزيع سيارات الإسعاف داخل الملعب وخارجه للتعامل مع الحالات الطارئة. وقع حادث إغماء لأحد المشجعين، لكن بفضل التنسيق الجيد بين الفريق الطبي والمسعفين تم التعامل مع الموقف بسرعة.”
وتابع قائلاً: “بعد المباراة، وفي ظل خسارة المصري، بدأ الذعر ينتشر بين الجمهور، مما أدى إلى حدوث حالات ضيق في التنفس. تحركت سيارات الإسعاف بسرعة إلى المدرجات، وتم توزيع أسطوانات الأوكسجين، كما تم التنسيق مع مسؤول الإسعاف لإرسال الحالات إلى أقرب مستشفى.”
وأوضح أدهم: “لا يتم بدء المباراة إلا بعد التأكد من وجود سيارة الإسعاف في الملعب وجاهزية الفريق الطبي للتعامل مع أي إصابة. كذلك، يتم التنسيق مع أطباء الفرق في حالة النوبات القلبية أو أي حالات طارئة أخرى، خاصة بعد حادثة وفاة اللاعب أحمد رفعت – رحمه الله.”
وأشار إلى أهمية تأكد الفريق الطبي من جاهزية كل شيء قائلاً: “من المهم التأكد من وجود الفريق الطبي في مكانه، وجاهزية سيارات الإسعاف، وأيضًا جهاز صدمات القلب. هذه الإجراءات ضرورية في التعامل مع الحالات الطارئة، كما يجب أن يكون الفريق الطبي دائمًا مستعدًا للتدخل في أي لحظة.”
وفيما يخص حادثة وفاة اللاعب أحمد رفعت، قال: “حالة رفعت كانت تتطلب إنعاش قلب رئوي وتوصيل أنبوبة جهاز تنفس صناعي. للأسف، تأخرت عملية النقل إلى المستشفى، ولكن التمريض في مستشفى زمزم عملوا جاهدين مع الحالة لمدة أكثر من ساعة ونصف، وتنوعت الإجراءات بين الإنعاش القلبي والرئوي والصدمات الكهربائية، بالإضافة إلى تركيب أنبوب جهاز التنفس الصناعي. هذا التأخير تسبب في مشاكل بالكلى، مما جعل الوضع أكثر تعقيدًا.”
وفي ختام حديثه، قال أدهم: “النصيحة الأهم هي أن نتعامل مع الله قبل أي شيء، لأننا نكون مسؤولين عن حياة أشخاص. من الضروري أن يكون لدينا وعي كامل بعملنا، وأن نستمر في تطوير أنفسنا من خلال اكتساب الخبرات والتعلم المستمر. العمل في هذا المجال يتطلب حبًا حقيقيًا له وإتقانًا دائمًا، لأننا مسؤولون عن أكثر من خمسين ألف شخص داخل المدرج وخارجه. وأخيرًا، لا بد من الاستمرار في تطوير المعرفة من خلال القراءة والتعلم من أفضل الخبراء في المجال، لأن ذلك يعزز قدرتنا على تقديم الرعاية الطبية بشكل أفضل وأكثر كفاءة.”